مازال الإعلام عاجزا عن وضع الآلية المناسبة التي يستطيع من خلالها التمييز بين أخبار الطب الصحيحة والمشعوذ منها , واستمر في تعامله مع جديد الطب كما يتعامل مع أخبارالفن والرياضة والمسرح ، فشبكة ” آي بي سي “ الإمريكية , وهي شبكة تلفزيون وإذاعة رائدة , تتمتع بسمعة طيبة, وخبرة متميزة فيما تنشره ، نشرت في آذار 2008 أن : (( وسائل التحلية المصنعة تضر أكثر مما تنفع , وأنّ استخدامها يؤدي إلى رفع أوزان البشر بدلا من خفضها ))،وهو مانفاه الأطباء المتخصصون في أبحاث الغدد عندما أعلنوا : ” أنّ مانشر لم تثبت دقته ” ، والسبب كما ذكر المؤهلون في تمييزالصواب من الخطأ هو: (( أن دراسة صغيرة أجريت على الفئران , فرفعت وسائل التحلية المصنعة وزن الفئران)). ومن المعلوم بالضرورة أنّ غدد الإنسان وميكانيكية هضمه أكثرتعقيدا من الفئران، إن الأمانة في طرح المواضيع الطبية ومناقشتها تتطلب التدقيق في فهم مقاصد مايتم نشره في الأدبيات العلمية،فليس كل فرد من أفراد (( أهل الطب )) مؤهل وقادرعلى إصدار الفتوى الصحيحة التي تبرأ بها الذمة ، وذلك لأن من الأطباء من هومشغول بعمله اليومي ولايجد الوقت لمتابعة البحوث الموثّقة في حقله العلمي كبقية المختصين ، ومنهم من لاّيتورّع عن إعطاء رأيه الشخصي بدلا مما ترجّحه غالبية المتخصّصين في هذا الحقل العلمي أو ذاك ،كما أنّ منهم العاجز عن إيصال الفكرة العلمية عندما يطلع عليها ، ومن الأطباء من لاّ يقبلون بالعودة إلى أصل آخر الدراسات والتجارب العلمية الموثّقة .
والله تعالى أعلم وهو الموفق الشافي.