العلاقة الجنسية هي علاقة مركبة ، تجمع مابين العقل، الخيال العاطفة والواقع المادي, وهومايميزالإنسان عن مخلوقات الأرض ، لأنّ العلاقة التي لاتشوبها العاطفة تكون – غالبا – علاقة حيوانية هدفها إفراغ الشحنة دون تحديد ، وهو مايبدوواضحا في حالات هتك الأعراض، التي يكون المعتدي فيها غريبا في الغالب عن ضحيته المسكينة، والهدف الأساسي عنده هو مجرد اللقاء العضوي وإفراغ الشحنة .
تبدأ العلاقة الجنسية السليمة أولا في وجدان الإنسان فتحركها الحواس : البصر، السمع، الشم ، اللمس ، ويغلفها الخيال الذي يحرّك الجهاز العصبي ليبدأ عملية
التنفيذ الهادئ .
إن الإنسجام والتوافق النفسيّ والوجدانيّ والجسدي بين الطرفين، وكذلك الرغبة الجنسية بكل صورّها تبدأ بالوجدان وتنساب في كيان موحد ، بحيث يتوافق
الطرفان وينصهران مع بعض ، فالزواج حصانة من الشيطان وترويح عن النفس ، كما أنه سكن للزوجين وفيه بقاء للنسل وليدرك الإنسان لذّة في الدنيا يعيش عليها في الآخرة (( فإن مالم يدرك جنسه بالذوق لا يعظم إليه الشوق)) ، ولكن العلاقة
الزوجية إن لم يشبها الإعتدال جلبت آفات كبيرة منها :
– الإجهاد : فالمداعبات الكثيرة تؤدي إلى تعدد اللقاءات نتيجة حصول التهيّج المستمرالذي يعقبه قذف، فيقلل من السائل المنوي المخزون مما يؤدي إلى إجهاد جسماني وعقلي شديد ين .
– البرود الوقتي : حيث نجد بعض الرجال يستطيعون فيعنفوان شبابهم أن يجامعوا زوجاتهم مرتين يوميا أو أكثرمن ذلك ويحصل هذا خلال الأيام الأولى من الزواج ،
إلا أنه بمرور الزمن ترفض أجسامهم العمل مهما اشتدّ بهم التهيّج ، كما وأنهم
لا يقذفون أيّ سائل أثناء المواقعة .
وأظهرت الدلائل الطبية أن الإفراط في ممارسة الجماع بشكل مستمر ومتواصل تنتج عنه آلام في الفخذين ونقصان واضح في التركيز الذهني .
يحدث اللقاء بين الزوجين ليلا أونهارا ويفضّل أن يكون بعد ساعتين من تناول الطعام، كما وينبغي على الطرفين تجنّب ارتداء الملابس الصوفية في مناطق الأعضاء
التناسلية ، وعلى ألاّ يقترب الزوج أو يلمس فرج زوجته إلا ويداه في غاية النظافة، لأنّ إهمال تلك الإرشادات له عواقب صحية وخيمة ، والزوج الذي يقدّر زوجته
يشملها بحبه وحنانه عن طريق التودد إليها بأحلى الكلمات وأرقّ القبلات ، حيث خلق الله تعالى الشفاه وهي تحتوي على نهايات عصبية حساسة ، لأنّ القبلة تمتزج فيها حاسّة اللمس مع التذوق والشم ، وللعيون و نظراتها قدرة على إرسال واستقبال الإشارات الجنسية ، وكذلك للصوت ، الشم ، الذوق ، واللمس أثر خطير ومهم جدا .
إنّ الرجل يتنهّد ويجتاح صدره فيض من الحنان عندما يسمع زوجته تهمس بأرق العبارات وتناديه بكل عذوبة تتغلب على قواه ومقاومته ،وذلك لأنه يعلق بالذاكرة من مشاعر السمع ما لا سبيل لإنكاره ، كما أن العين هي أول مايثير الإهتمام والمشاعر بين الحبيبين وقديما قالوا : ( القلب في العين فابحث عنه فيها ) ، فلقاء العين
بالعين عبارة عن تبادل عاطفي يشتدّ مع الأيام وتسوده الرغبة في التضحية والولاء حتى يصبح سيلا جارفا لايقاوم ، وتتأثّر العين بالأشخاص أكثرمما تتأثربصورهم، ومما يلفت نظر الزوج بعد الأعضاء التناسلية هي العلاقات الحسّية، فالنهد إذا كان مستديرا يجذب الرجل ، والمرأة يجذبها طول الرجل وقوة بنيانه ، وكذلك يجذب
العين ويروقها دلال المرأة وتبخترها ومشيتها الإيقاعية ، فالتدلّل فن يثير اللهفة
والشوق ، من مظاهر استجابة المرأة للجماع :
احمرارالوجه ، ازدياد إفراز الفم ، قشعريرة في البدن ، تصلّب القدمين ، تضخم الحلمتين ، تقلّص عضلات الوجه ، ارتخاء عضلات الحوض ، إنفراج الفخذين ، خفقان القلب وتستمر قمة الإنطلاق والحماس الفسيولوجي بالتصاعد إلى لحظة بلوغ النشوة حيث تفرغ الشحنة العصبية ويصاحب ذلك إحساس بالإسترخاء والوداعة .
يحاول الرجل في الغالب أن يغادر المكان مسرعا ظنّا منه أنه أدّى ماعليه (( وقام بواجبه )) فهو ينسل من زوجته الملتصقة به هاربا ،خصوصا إذا كان أنانيا ولا يهمه إلا إرضاء رغباته فقط ، وأما المرأة فتختلف تماما عن الرجل ، لأن فترة استرخائها وحالة الإشباع عندها تكون قصيرة جدا ، وخصوصا إذا كانت تحب زوجها
أو تشتهي الرجل أو جاء اللقاء بعد غياب طويل ، وأيضا تبعا لقرب أوبعد الدورة الشهرية ،لأن كل امرأة لها ميعاد تزداد عندها الرغبة فيه قبل أو بعد الدورة مباشرة وأحيانا في منتصف الشهر، يحصل الإختلاف و التباين بين طبيعة الرجل والمرأة في فترة مابعد حصول النشوة ،لأنّ الرجل يعتبر اللقاء قد تم برمته وأدى ماعليه ( حتى لو لم يكن الأمر كذلك ) في حين أن المرأة لاتزال راغبة في الإلتصاق والتواصل والهمس وإظهار الغرام .
والواقع أن الرجل الرومانسي وغير الأناني هو الذي يداعب امرأته ويلاطفها ويهمس لها بألفاظ جميلة صادقة ، وعبارات رقيقة أرقّ مما حدث أثناء اللقاء ، ومن ذلك أن يعبّر لها عن امتنانه وسعادته وحبه لها ، ففي تلك اللحظات بالذات يستطيع الرجل أن يمتلك قلب المرأة مدى الحياة والى الأبد ، والمرأة كذلك يجب أن تظل متشبثة
بحبيبها تقبّل وجنتيه وشفتيه في رقة وحنان لتعطيه إحساسا بالسعادة والرضى والرجولة حتى يكثر عطاؤه وتضحيته ، ولن تقوم المرأة بذلك إلا إذا أحست بالإكتفاء والإرتواء , وإلا حدث العكس وأحست بالتنافر والتباعد وكراهية اللقاء .
وختاما فإن حنان الرجل وعطفه قد يعوّض ولو جزئيا أي قصور جنسي بدلا من أن يزيد الإحساس بالإحباط وكراهية العلاقة .
والله تعالى أعلم .
تعليقات الموضوع: