عندما يرغب الزوجان في الإنجاب فإن أوقات التلقيح المناسبة هي في الحقيقة حوالي ( 3 ) أو ( 4 ) أيام فقط من كل شهر ، إنها فترة الإباضة ، وأما بقية أيام الشهر الأخرى فيمنع السائل الموجود في عنق الرحم الحيوانات المنوية من الوصول إليه .
تحدث الإباضة قبل 13 يوما من الطمث التالي مهما كانت مدة الدورة الشهرية الكاملة ، وهذا يعني أنها تتم في  حوالي اليوم ( 14 ) أو ( 15 ) من الدورة الشهرية المنتظمة التي تستغرق 28 يوما .
مع الأخذ في الإعتبار أنه لاشيء يسمح سلفا بتحديد الوقت الذي تتم فيه الإباضة بالضبط .
تحدث الإباضة على إثر ردة فعل متسلسلة يتحكم بها الدماغ الذي يؤمّن التنسيق بين المبيضين والأعضاء الأنثوية ( الرحم ، الأنابيب ، المهبل ، والثديان ) .
تنحصر الأغشية المخاطية في الرحم لاستقبال البويضة ، فتزيد كثافتها وتكثر الشرايين الدموية الموجودة فيها ، كما تتحرك غدد عنق الرحم وتنتج سائلا شفّافا قليل الكثافة يسمح بانفتاح عنق الرحم ، وهو مايخلق البيئة المثالية لاستمرارية حيوية الحيوانات المنوية ووصولها إلى البويضة .
يسمح فحص درجة الحرارة اليومي عن طريق الشرج بالتأكد من حصول عملية الإباضة أو لا , وتتميز هذه الطريقة بأنها فعّالة جدا نظريا ، وبسيطة وهي عملية إلاّ أنها تنطوي على سلبيّتين :
الأولى : أنها تتطلب المراقبة الدقيقة ، فعلى السيدة المعنية أن تأخذ درجة حرارتها يوميا وفي الصباح عند الإستيقاظ .

الثانية : أنها لاتعطي أيّة نتيجة إذا لم تكن المرأة تتمتع بصحتها الجيدة .
تمر مرحلة الإباضة بصورة عامة من دون أن تشعر بها المرأة ، إلاّ أنّ انشقاق الجريب الذي يجب أن يتم بطريقة خفيفة قد يترافق -بصورة استثنائية – مع آلام في منطقة الحوض ، وقليل من النزف وإحساس بالضغط في منطقة البطن .
بعد الإباضة مباشرة ترتفع حرارة الجسم بشكل مفاجئ لمدة يومين أو ثلاثة ، وتنخفض الحرارة في بعض الأحيان بدرجة بسيطة قبل أن تبدأ بالإرتفاع من جديد .
عندما تكون الدورة منتظمة فمن السهل تحديد الفترة الزمنية المناسبة للتلقيح ، فهي تبدأ قبل 17 يوما من الحيض التالي , وتدوم 4 ايام ( إذ تحدث الإباضة في اليوم الرابع عشر الذي يسبق مجيئ الحيض ) ، وتكون فرصة التلقيح في ذروتها خلال الأيام الثلاثة أو الاربعة التي تسبق التاريخ المتوقع للإباضة وبعدها لايبقى هناك غير ( 12 ) إلى (24 )ساعة من الأمل بأن يسير كل شيئ على مايرام .
وأما إذا كانت الدورة غير منتظمة فالرجوع والتعلّم من إفراز ” سائل عنق الرحم ” ، وعندما تكون هناك رغبة في الحمل فإنّ عملية التنظيف المهبلية بعد الجماع _ خلال مرحلة الإباضة _ تحرم الكثير من الحيوانات المنوية فرصة الوصول إلى الرحم ، وللأسباب نفسها ينصح الأطباء بالإمتناع عن التبوّل مباشرة بعد الجماع ، ويكون من الأفضل والأجدى نفعا أن تتمدد المرأة لفترة من الزمن لتوفير الراحة وإعطاء الفرصة للحيوانات المنوية لمباشرة رحلتها .
تتعرض الدورة المبيضية للإضطراب على إثر اتّباع بعض النساء لحمية غذائية  قاسية لفقدان الوزن وذلك لأنّ الغدة التي تتحكم أساسا بمسألة الجوع تعاني من التعب والإرهاق فينتج عن ذلك تعب الغدة النخامية التي ستعجز عن متابعة إرسال الأوامر إلى المبيضين .

يتحول الجريب المنشق إلى جسم أصفر اللون وهو كتلة دهنية صغيرة تنمو بتأثير الهرمون الثاني الذي تفرزه الغدة النخامية ، وتدوم حياة هذا الجسم الأصفر ( 14 ) يوما يفرز خلالها هرمون البروجسترون الذي يدفع الرحم ليتحضر بانتظار تعشش البويضة المحتمل , وفي النهاية ينخفض معدل هذين الهرمونين بشكل مفاجئ مما يؤدي إلى تقهقر الجسم الأصفر وضمور الأغشية المخاطية الرحمية التي يتخلص منها الجسم مع نزيف الحيض في كل شهر .
يفرز المبيض بويضة واحدة وفي بعض الأحيان بويضتين معا أو أكثر , وتقوم قناة فالوب بواسطة طرفها بالتقاط البويضة ،وتتحرك البويضة داخل القناة تلك لتلتقي بالحيوان المنوي عند حصول الجماع ، وتجتمع الحيوانات المنوية حول البويضة التي لن يتم اختراقها إلا بحيوان منوي واحد فقط .
يندمج الحيوان المنوي مع نواة البويضة ثم يأخذفي الإنقسام مكوّنا الخلايا التي منها يتكوّن الجنين بعد ذلك بمشيئة الله عزّ وجل .
وقد يحدث نزيف مهبلي بسيط أثناء انغراس البويضة الملقحة في الرحم , وهو مايجعل المرأة  تعتقد أن دورتها الشهرية حدثت بشكل مبكّر ، بينما الحقيقة والواقع هي أنّ البويضة كانت بدأت في التعشيش داخل جدار الرحم والحمل قد بدأ ، وهو مايتسبّب مستقبلا في عدم معرفة الموعد المتوقع للولادة الذي تقدّره الأمواج فوق الصوتية تقريبيا .

والله اعلم وهو الموفق الشافي .