هناك مفهوم عام للخصوبة وهو أنها نسبيّة وليست مطلقة،
وهي تختلف من وقت لآخر وعليه فأسباب عدم الحمل متعددة بالنسبة
للرجال والنساء على حدّ سواء .
ولكي يحدث الحمل يجب توفّر مجموعة العوامل التالية في المرأة :
أولا : أن يكون التبويض منتظما وشهريا وهذا يعتمد على نظام متكامل يبدأ من المخ والهيبوثلاموس بالمخ , والغدة النخامية بالجمجمة , ثم المبايض , وأيّ مرض في هذه الأجزاء قد ينتج عنه عدم تبويض كامل .
ثانيا : يجب أن تكون الأنابيب ( قناتا فالوب ) سليمة أو على الأقل واحدة منهما , ولا يعني ذلك أنها سالكة فقط , وإنما أيضا خالية من العيوب , وأهم عيوب الأنابيب التي تتسبّب في العقم هي :
1_ التهاب الأنابيب سواء كان نتيجة لحمّى النفاس أو الإحهاض الملوّث , أو السيلان , أو الدرن .
2_ وجود التصاقات حول الأنابيب من الخارج في الغشاء البريتوني المغطي للأنبوبة نتيجة التهاب حاد بسبب الزائدة الدودية أو عمليات سابقة في البطن , تضغط على الأنابيب من الخارج متسبّبة في إقفالها وتعطيل عمل الزوائد التي تلتقط البويضة من المبيض .
3_ حصول ضغط على الأنابيب من الخارج بأورام ليفية أو أورام المبايض .4_ تقلّص الجزء الداخل من الأنبوبة في الرحم , وربما زاد هذا التقلّص نتيجة قلق وتوتّر الزوجة من تأخر الحمل . 5_ عيوب خلقية في الأنابيب تؤدي إلى ضيقها . ثالثا : ينبغي أن يكون الرحم طبيعيا وسليما من العيوب , لكي يسمح بمرور الحيوانات المنوية للأنبوبة . ويستقبل البويضة المخصبة بعد انقسامها لتكوين الجنين , وأن يشملها بعنايته ويغذّيها حتى نهاية الحمل . وأهم عيوب الرحم التي تتسبب في عدم الحمل هي : 1_ العيوب الخلقية بالرحم أو عدم نموه بالكامل (( الرحم الطفيلي )) .2- الأورام الليفية في الرحم . 3_ الدرن الرحمي .
4_ وجود أغشية الرحم المبطن في أماكن غير طبيعية .
5_ الإلتصاقات الداخلية بالرحم الحاصلة بفعل عملية كحت خاطئة حدثت من قبل ونتج عنها إزالة معظم الغشاء المبطن للرحم . 6_ يجب أن يكون عنق الرحم سليما وذا اتساع معقول , وأن تكون إفرازاته سليمة وكافية ، حتى يسمح بمرور الحيوانات المنوية من المهبل للرحم وينشّطها . وعيوب الرحم التي من المستحيل حصول حمل معها هي :
أ _ ضيق عنق الرحم أو وجود زوائد أو أورام فيه .
ب _ أن تكون إفرازات عنق الرحم سميكة بشكل زائد فتمنع مرور الحيوانات المنوية . ج _ وجود التهابات بعنق(*) الرحم تؤثّر في إفرازاته . د _ وجود أجسام مضادة للحيوانات المنوية في إفرازات عنق الرحم عند بعض النساء تحدّ من حركة الحيوانات المنوية للزوج وتمنع صعودها للرحم .
رابعا : يجب أن يكون المهبل سليما حتى لا يؤثّر سلبا على الحيوانات المنوية , وبمعنى أكثر شمولا يجب ألاّ يكون بالمهبل عيوب أو ضيق أو التهابات والله سبحانه وتعالى يقول : { يهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير } صدق الله العظيم .
والله أعلم وهو الموفق الشافي . __________________________________________________
(*) قد يختلف موضع عنق الرحم بين سيدة وأخرى ، فلدى بعضهنّ يكون موجّها باتجاه المهبل ،وعند أخريات صوب الخلف ، وفي الحالة الثالثة يكون معكوفا إلى الداخل وقد مرّت علينا جميع تلك الحالات والحمد لله تعالى ، وسبحان الخالق البارئ المتصرّف في ملكه كيف يشاء ، وإذا قرّر الأطباء أن موضع عنق الرحم يعيق الحمل فيمكن حينئذ تغيير موقعه عن طريق جراحة هدفها هو شدّ الأربطة في الرحم ، وهي جراحة متيسّرة وبسيطة ولاتحتاج إلى وقت كبير، وفيما يتعلّق بادّعاء بعض الأطباء أن عنق الرحم أو قصره يؤثّر سلبا على إمكانية الحمل ، فإنني أستطيع أن أقول بأنّ ذلك الكلام غير صحيح البتة ، فكما أنّ من الناس طوال
وقصار ومتوسطون فكذلك أيضا يختلف طول عنق الرحم من سيدة لأخرى .
تعليقات الموضوع: