الحجامة : تعريفها وفوائدها وموانع استعمالها

تعريفها ودواعي إستخدامها:
الحجامة لغة : مشتقة من حجم وحجّم تقول : حجم فلان الأمر أي أعاده إلى حجمه الطبيعي . والحجامة* عملياً : هي سحب بعض الدم لتنقيته ، وتخفيف الإحتقان العام ، حيث أن كل ما يخفف من ضغط الدم داخل الدماغ يساهم أيضا في عدم حدوث أمراض عصبية بكل أنحاء الجسم كما أنه يساعد في تنشيط جهاز المناعة ، من خلال تحديد مراكز معينة في الجلد لإثارتها ، وتنبيهها ، وهي تعمل على الغدد الليمفاوية فيؤدي ذلك إلى تنشيطها ، مما يقوّي المناعة ، ويجعلها تقاوم جميع الأمراض ومجموع الفيروسات .

*مازالت الحجامة تدرَّس في مناهج الطب الأوربية تحت اسم (Cupping Therapy ) ، في حين ظلت غائبة عن مناهج الطب في الدول العربية والإسلامية دون استثناء .
إلا أن الباحث عبد القادر الديراني قام مع مجموعة من كبار الأطباء والاختصاصيين في جامعة دمشق وغيرها، بدراسة علوم العلامة العربي محمد أمين شيخو ، وتحديداً ما تعلق منها بعملية الحجامة ، وكانت مبادرة موفقة وناجحة وإن جاءت متأخرة ، وتألف الفريق الطبي والمخبري من :
أ- الفريق الطبي :
– أ. د / أحمد تكريتي ( أستاذ جراحة القلب في جامعة دمشق ) .
– أ. د / محي الدين السعودي ( أستاذ معالجة السرطانات والأورام في جامعة دمشق ) .
– أ. د / عبد الغني عرفة ( رئيس الجمعية السورية لمكافحة السل والأمراض النفسية ) .
– أ. د / عبد المالك الشالاتي ( أستاذ الأمراض العصبية في جامعة دمشق ) .
– أ. د / أكرم حجار ( أستاذ أمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق في جامعة دمشق ) .
– أ. د/ أحمدعفيف فاعور ( رئيس شعبة الأورام في مستشفى ابن سيناء ) .
– أ. د/ عبد الله مكي الكتاني ( استشاري جراحة عامة من ألمانيا ) .
– أ. د/ أمين سليمان ( أستاذ أمراض الدم في جامعة دمشق ) .
– أ. د/ عبد اللطيف ياسين ( زميل الكلية الملكية للمولدين النسائيين في لندن ) .
– أ. د/ مروان الزهراء ( رئيس قسم الجراحة العصبية في مستشفى تشرين ) .
– أ. د/ طلال حبوش ( أستاذ جراحة العيون في جامعة دمشق ) .
– أ. د/ أحمد غياث جبقجي ( أستاذ الجراحة العصبية في جامعة استانبول ) .
ب- الفريق المخبري :
– أ. د/ محمد نبيل الشريف ( عميد كلية الصيدلة ) .
– أ. د/ محمد محجوب الجيرودي ( رئيس قسم الطب المخبري في جامعة دمشق ) .
– أ. د/ فايز الحكيم ( بورد الأمريكي في الباثولوجيا التشريحية والسريرية ) .
– أ. د/ محمد فؤاد الجباصيني ( الاختصاصي في التحليل المخبري من فرنسا ) .

تتسبب التراكمات الدموية في عرقلةٍ عامةٍ لسريان الدم في الجسم ، وهو ما يؤدي إلى شبه شلل في عمل كريات الدم الفتية ، ويصبح الجسم حينها عرضة لمختلف الأمراض المزمنة ، فإذا سحبت عن طريق الحجامة الكريات الحمراء الهرمة ، وأشباحها وأشكالها الشاذة من الشوائب الدموية الأخرى ، عاد الدم إلى نصابه ، وذهب الفاسد منه وزال الضغط عن كامل الجسم ، واندفع الدم الغني بالكريات الحمراء الفتية ليغذي الخلايا وسائر الأعضاء ، ويخلِّصها من الرواسب الضارة والأذى ، والفضلات السامة . تعتمد المواضع التي تُجرى فيها الحجامة على حسب نوع المرض الذي يراد علاجه ، أو استباق حدوثه وأهمها – وهو أيضاً المشترك في كل الأمراض – الكاهل ( الفقرة السابعة من الفقرات العنقية ) .
تتميز منطقة الكاهل بكونها أركد منطقة في الجسم ، لخلوها من المفاصل المتحركة ,والشبكة الشعرية الدموية متشعبة بشدة ، وهو ما يجعل سرعة تيار الدم تقل ، وبالتالي تحط رسوبيات الدم الفاسد فيها ، لاقتناصه الخثرات والكريات الهرمة والمتقاعدة عن العمل والشوائب الدموية ، وبمعنى أشمل الدم الضار كله ، بحيث لا يبقى إلا الكريات العاملة الفتية فيدب النشاط بالدورة الدموية بكاملها وتتجدد حياة الإنسان من جديد .
وللحجامة ثمانية وتسعون موضعاً ، خمسة وخمسون منها على الظهر ، وثلاثة وأربعون على الوجه والبطن ، وهي تعمل كالإبر الصينية على خطوط الطاقة ، وقد ثبت أن نتائجها أفضل بعشرة أضعاف من الإبر الصينية ، وذلك لأن الإبر الصينية تعمل على نقطة صغيرة ، بينما تعمل الحجامة على دائرة قطرها 5سم تقريباً باستخدام كؤوس خاصة مصنوعة من الزجاج تعرف باسم كاسات الهواء ، حيث يتم خدش الطبقة الخارجية من الجلد مما يتسبب في خروج كمية من الدم تختلف بحسب نوع المرض ، وهو ما يسمى بالحجامة الرطبة .
أما الحجامة الجافة فهي التي تكون بلا خدش أو تشطيب ، وإنما توضع الكاسات على الأعضاء الداخلية كالطحال ، الكبد ، البطن ، السرة والثديين ، لأن تلك الأعضاء الغالب فيها أنها لا تتحمل الخدش أو التشريط ، وإنما الغاية هي سحب الدم من مكان إلى آخر لعمل التوازن ، وتوزيع التغذية الدموية والقضاء على الشحوم .
إن تراكم الشوائب الدموية ينعكس بشكل سلبي على جريان الدم ، فَتخفّ أو تنعدم تروية الأنسجة والأعضاء ، فيضطر القلب حينها إلى بذل مجهود مضاعف لتأمين متطلباتها ،
بالإضافة إلى أن نفس الشوائب تُشغل الكبد أيضاً عن وظيفته المهمة في إزالة المواد السامة ، وكذلك يتراجع دور الطحال في إنتاج المضادات ، وتخليص الدم من العناصر الغريبة.

طب الحجامة وموانع إستخدامها:
إن أساس كل تطور في أي مجال هو بداية وجود الفكرة النظرية ، وهو ما يعني أن طب الحجامة ، طب عام من أجل الوقاية ، وهو ما دل عليه حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : (…حتى لا يتبيغ* بأحدكم الدم فيقتله ) أخرجه الحاكم والبيهقي بإسناد صحيح .
وهي كذلك طبٌ علاجيٌ : لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن أفضل ما تداويتم به الحجامة ) أخرجه مسلم .
تتوجب الحجامة على كل شخص فوق سن العشرين من الذكور ، وذلك لأن مرحلة الطفولة والبلوغ تتطلب كميات كبيرة من الحديد ،وهو ما لا يمكن تأمينه بالغذاء , وإنما يجري سد النقص عن طريق هضم الكريات الهرمة والتالفة في الكبد والطحال لتشكيل الحديد الاحتياطي لحاجة الجسم ، وبعد سن (21سنة) يتوقف الاستهلاك الكبير للكريات الحمراء التالفة بسبب توقف عجلة النمو ، ويصبح الفائض منها كبيراً وهو ما يستوجب التخلص منه مباشرة .
أما المرأة فإن لها مصرفاً طبيعياً تستطيع من خلاله التخلص من الدم الفاسد ، وذلك بسبب أن الحيض يبقي دورتها الدموية في قمة نشاطها ، وعندما يتوقف الحيض أو يضطرب تصبح حينها خاضعة لنفس الاعتبارات الخاصة بالرجل ، فإذا رفضت إجراء الحجامة يغدو جسمها مرتعاً للأمراض المزمنة كالسكري ، ارتفاع ضغط الدم ، الاضطرابات النفسية ، والروماتيزم وغيرها.
وفيما يتعلق بالتوقيت فإن أفضله بُعيد شروق الشمس بقليل ، وينتهي عندما تشتد الحرارة في وسط النهار ، ويجب أن تكون على الريق ، لكي لا تتحرك الرواسب التي تجمعت خلال النوم ، أما زمانها فعند هبوط القمر من ( 17-27 ) من الشهر القمري ، حيث يهيج الدم ، ويبلغُ حداً أعظمياً يحرِّك معه كل الرواكد والشوائب الموجودة على جدران الأوعية العميقة والسطحية ، وعند التفرعات في أنسجة الجسم عامة ، حيث يتمكن الدم من جرفها معه لتحط رحالها في الكاهل ، وذلك بعدما يبدأ القمر بالانحسار .
يعتبر فصل الربيع هو أنسب فصول السنة الأربعة لإجراء الحجامة الوقائية، وذلك لأن الطقس فيه يميل للدفء .
ويُمنع إجراؤها في الصيف لارتفاع الحرارة التي تتسبب في ميوعة الدم ، وهو ما يُعرقل تجمع الكريات الهرمة والشوائب في منطقة الكاهل ، وكذلك أيضاً لا تستحب الحجامة في فصل الخريف مع أنه مماثل للربيع ، وذلك لأن الخريف يليه الشتاء البارد الذي يعمل الجسم خلاله على زيادة الاحتراق من أجل تعديل حرارة الطقس ، فإن أُجريت في الخريف فإننا حينئذ نُحمِّل الجسم أعباء تكوين عناصر دموية جديدة ، بالإضافة إلى أعبائه في المحافظة على حرارته مما يؤدي إلى ضعفه … ومع ذلك لا تراعى الأوقات ، والأزمنة العادية للحجامة إلا إذا كان الهدفُ منها وقائياً ، وأما لعلاج الأمراض فحيثما وجد الاحتياج لها وجب استعمالها دون تأخير ، ومن تلك الأمراض الروماتيزم ، الروماتويد ، النقرس ، الشلل النصفي ، الناعور ، القلب القاتل ، البرص ، السكري ، الضعف الجنسي ، البواسير ، تضخم البروستات ، ضعف المناعة ، الغدة الدرقية ، ارتفاع ضغط الدم ، قرحة المعدة ، القولون العصبي ، العقم ، الشقيقة ، الإجهاض المتعفن ، الإجهاض المتكرر ، الأورام الليفية ضيق الأوعية الدموية ، تصلب الشرايين ، دوالي الساقين والخصية ، الصداع الكلي والنصفي أمراض الكبد ، الكلى ، التشنجات ، ضمور خلايا المخ ، الخلل في الغدتين النخامية والكظرية، التجلطات الناتجة عن الولادة ، الإفرازات المهبلية المزمنة (التصريف المهبلي) ، واضطرابات الحيض .

                        والله تعالى أعلم وهو الموفق الشافي.

  • التبيغ = التهيج وطبياً هو ارتفاع ضغط الدم الشرياني

د.سيدي عبدالجليل

بسم الله الرحمن الرحيم د. سيدي عبدالجليل المقري طبيب معالج ، كاتب و باحث حاصل على: شهادة دكتوراه في الطب التكميلي شهادة ماستر في الطب البديل شهادة في التجميل شهادة في التغذية العلاجية شهادة في الليزر شهادة في الإبر الصينية شهادة في الإيروفيدا عضو : الإتحاد الدولي للطب التكميلي والبديل الصناعات الخاصة بالتطبيب الذاتي المبادرة العالمية للأنظمة الصحية معالج لأمراض : الأمراض الباطنية ، التجميل ، أورام الثدي ، العقم ، الضعف الجنسي ( لدى الجنسين ) ، أمراض الدورة الدموية ، البواسير ،أمراض الكبد ، أمراض الكلى ، الصدفية ، الإكزيما الجلدية العمل والمقر : عيادة المدينة للطب التكميلي والبديل انواكشوط / تفرغ زينة – شارع الشانزليه مقابل بنك سوسيتيه جنرال - موريتانيا أرقام العيادة : 0022249998425 : 0022241535086 التواصل بالواتساب : 0022234670405 الإيمو وتلغرام : 0022234670405 الإيميل الشخصي : drelmekri@drelmekri.com تنبيه هام : تزكيات وثناء المشايخ الأجلّاء ، والقضاة الفضلاء ، والأطباء المتميّزين ، وتعليقات المرضى والمريضات أو ذويهم وحديثهم عن الطبيب سيدي عبدالجليل المقري في الرابط التالي http://drelmekri.com/?p=761

Related Posts

علاج حب الشباب

اسأل أيّ طبيب جلدعمّا إذا كان سوء الهضم سببا في ظهورحب الشباب؟ ، وستحصل على جواب واحد وهو لا ، لهذا السبب تحديدا ، لا ينجح أطباء الجلد في علاج…

Continue reading
تهيّج القولون :

يستطيع كل شخص مراقبة نظامه الغذائي وسلوكه ، لتحديد الأسباب ومن ثم العلاج ( الذي غالبا مّا يكون غذائيا وسلوكيا ، وبيئيا ، وليس دوائيا ) ، فاعرف بنفسك ماللذي…

Continue reading

One thought on “الحجامة : تعريفها وفوائدها وموانع استعمالها

  1.  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دكتور سيدي عبد الجليل تعريف وشرح جدا رائع  ,  فقليل منا من يعرف معنى الحجامه وما الفائدة منها  , ولايعلم ايضا مدى اهميتها  لجسم الانسان . فأنت هنا قد عرفتها لنا  واخبرتنا بأهميتها , وبإسمي وبإسم كل العرب نشكرك على جهدك الرائع بما تقدمه لنا ونقدر لك مجهودك النبيل وسعيك الى علاج وتنوير الانسان دوما في سبيل الحصول على  صحة افضل .   دكتورنا الفاضل جزاك الله عنا خير الجزاء وجعل جميع اعمالك في ميزان حسناتك واثابك الله جنة عرضها السموات والارض.  وفي الأخير تقبل خالص امتناني لك واعجابي بمدوناتك القيمة .

    1.  أشكرك الشيخة ملاك من كل أعماق قلبي ………… وقد عرفناك شامخة بعلو همتك , ونبل أخلاقك . وأما مايتعلق بالحجامة فقد ظلت حتى ماقبل عشرين سنة الماضية تعتبر نوعا من الشعوذة في البلدان العربية والاسلامية , وأمااليوم فنجد الحديث عنها في كل مكان , ولا تخلو المجلات والجرائد يوميا من المواضيع التي تتحدث عن الحجامة والعلاج بالنباتات الطبيعية وذلك بسبب أن العرب تبع لغيرهم من الغرب , والغرب منذ فترة وهو يعالج الكثير من الأمراض بالحجامة والنباتات الطبيعية , وذلك هو ماجعلنا نعيش مؤخرا تلك الضجة الاعلامية بشأنها , فتم فجأةاكتشاف أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم , الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى , وأيضا بدأت وزارات الصحة العربية تتحدث بخجل وعلى استحياء عن فوائد الحجامة وهي التي كانت قبل ذلك قد أنكرت فوائدها بل وأعربت في حينه بأنها لا تناسب العصر وتطوراته العلمية والتقنية .

  2.  بارك الله فيك الدكتور سيدي عبدالجليل المقري على هالطرح ونفعنا الله بعلمك وزادك الله من فضله ومنه وكرمه تقبل مروري ..

  3. دكتور سيدي عبد الجليل 0 قرات اغلب مدوناتك وكانت اكثر من رائعة واستفدت منهاوانا من اشد المعجبين بهذا الموقع الجميل و الي الامام رعاك اللة نفع اللة بك وزادك علما ونجاحا وتفوقا ونفع بك وبعلمك شيخا وطبيبا.

اترك رداً على خالد العمودي إلغاء الرد

اكتشاف المزيد من موقع الدكتور:سيدي عبد الجليل المقري

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading