ينبغي التمييز بين ضرورة البحث العلمي والإكتشافات من جهة … وعملية تطبيقها لصالح المجموع البشري من جهة أخرى.
إنّ انتقادي لأسلوب الطب الحديث في العلاج وسوء فهمه للتعامل مع الأمراض ، وتقديمي لأهمية العلاج بالطب الأصيل ( القديم ) لا يعني الدعوة إلى الإستغناء عن الطب الحيوي صاحب أهم تلك الإكتشافات العظيمة…. ، ولا إلى التقبّل الأعمى للعلاج بالنباتات التي كثيراً ما سيئ استخدامها ، وأدَّت على عكس ما يدّعيه مروّجوها ، والمعالجون بها والمنظّرون لها إلى مضاعفات خطيرة ونتائج سلبية لا ترقى على رغم خطورتها إلى المستوى التدميري الذي أحدثه الطب الحيوي بالمجتمعات البشرية،فمن لم يمت بأدويته الكيميائية قضى بسبب الأخطاء الطبية ( * ) التي تقتل سنوياً أكثر مما تقتله الأمراض لثلاث سنوات كاملة…
إنما أدعو إلى ضرورة التفاعل بين الجميع … القديم والجديد ، التقليدي والحديث ، الأصيل ، والمستحدث … فليس لأحدٍ من الأطراف مهما بلغ شأنه ، وحيثما وصل اقتداره القدرة على إلغاء الطرف الثاني … وإنما المطلوب البحث في سبيل إيجاد الحلول المناسبة والجدية ، وخلق جوٍ تنافسيٍ ، من أجلِ العمل للقضاء على جميع الأمراض المزمنة والقاتلة ، بدل خلق صراعات وهمية ، غير مضمونة العواقب ولا محسوبة النتائج .
إن هذا العمل المتواضع يدعو كذلك إلى محاكمةٍ عادلةٍ ونقدٍ موضوعيٍ وهادف لكل طرف ، وذلك لأجل الوصول إلى الحقيقةِ المجرَّدة التي يسعى الجميع بدون شك إلى الاستظلال بظلها ، والعمل على خدمتها ، والعيش في كنفها .
وأخيراً فإن العودة للطبيعة هي رغبة الشعوب التي أدمنت العلاج الكيميائي وأفاقت مؤخرا من سباتها العميق لتبحث عن البديل،ولتعمل على إيقاف حالة التداعي ،والتدهورفي الصحة العامة . وللتعبير كذلك عن رفضها الإرتهان لدى المؤسسات الطبية الغربية وأطبائها المعتمدين على شركات الأدوية الأمريكية والبريطانية والكندية وهي الدول التي تحارب جميعها الطب الأصيل.
والله أعلم وهو الموفق الشافي .
( * ) تقول مجلة الصحة البريطانية ” العدد 1418 ” : << أنّ عددا يصل إلى ( 30000 ألف ) شخص يتوفّون سنويا في ابريطانيا العظمى بسبب الأخطاء الطبية , مقارنة بالنسبة الإمريكية التي قد تصل إلى مايزيد عن ( 90000 ألف )شخص يموتون نتيجة أخطاء طبية يمكن تجاوزها , وهي أرقام تفوق مجموع عدد من يتوفّى أو يصاب نتيجة حوادث السيارات , الطائرات , الأشجار , التّسمّم , الغرق , والسقوط من الأماكن الشاهقة مجتمعة , وفي المملكة بلغت الأخطاء الطبية المعلن عنها رسميا اكثر من ( 25920ألف ) خطأ طبي خلال سبعة أعوام فقط , أي بمعدل ( 4320 ) خطأ طبي سنوي حتى بداية 1427 ه .
45 في المائة من تلك الأخطاء أدّت إلى الوفاة .